انقر على الصورة للذهاب إلى فهرس موضوعات المدونة

انقر على الصورة للذهاب إلى فهرس موضوعات المدونة
انقر على الصورة للذهاب إلى فهرس موضوعات المدونة

الأربعاء، 20 نوفمبر 2013

اللاندينج: رحلتي الأولى إلى كندا

في البداية أعتذر إليكم فقد مر وقت طويل منذ أخر مرة قمت فيها بالتدوين .. ومر وقت طويل أيضاً منذ وصلت كندا في 10 مارس 2012 .. أكتب إليكم اليوم تجربتي الشخصية .. محاولة لتدوين رحلتي الأولى إلى كندا .. محاولة لتنشيط الذاكرة لإسترجاع ذكريات جميلة .. أو ربما رغبة في مشاركة القاريء بهذا السرد لعله يجد فيه معلومة تفيده أو تجسيداً لصورة رحلة هو على وشك القيام بها.

بدأ الإستعداد للسفر بحجز تذكرة الطيران .. كانت أفضل العروض وقتها هي الخطوط الجوية الإيطالية Alitalia .. قمت بحجز التذكرة أونلاين مباشرة من موقع الشركة .. في رحلة من القاهرة مروراً بروما وصولاً إلى تورنتو.

قبل ميعاد السفر كانت هناك قائمة مطولة من المهام تتراوح ما بين توفيق أوضاعي في مصر مثل الحصول على أجازة من عملي الحكومي ، إستخراج أوراق حكومية وتحضير المستندات التي سأسافر بها ، شراء متطلبات للسفر ثم أخيراً حزم الحقائب (وقتها أليتاليا كانت تسمح بشنطة واحدة يتيمة بالإضافة للهاندباج وحقيبة اللاب توب)

ثم جاء يوم السفر .. كانت هذه هي المرة الأولي لي التي أسافر بها جواً .. أتذكر إنه كان لدي العديد والعديد من التساؤلات .. لذا سأحاول الآن سرد هذه الخطوات بالتفصيل ربما تجد عزيزي القاريء في هذه السطور إجابة لبعض تساؤلاتك.

وصلت مطار القاهرة قبل الميعاد بساعات .. توجهت إلى صالة المغادرة (التيرمنال) الموضحة في التذكرة .. سألت عن مكان الإيطالية .. هنا تتم عملية الـ check-in .. أعطيت الموظف جواز السفر (الباسبور) والتذكرة التي وصلتني على بريدي الإلكتروني ، تم وزن الشنط ، أخذت البوردينج باس للرحلتين (ستصعد الطائرة بحقيبة الهاندباج فقط) .. شكرت الموظف ثم تابعت سيري

تتقابل بعدها مع ضابط الجوازات .. قمت بإعطاءه الباسبور .. نظر إلى التأشيرة (الفيزا) .. ثم قام بختم الباسبور بختم المغادرة 

ثم توجهت إلى صالة الإنتظار .. على المدخل بوابة التفتيش .. وضعت الهاندباج على السير .. ثم جلست في الصالة إنتظاراً لصعود الطائرة

حين يحين الوقت .. يبدأ المسافرون في الصعود إلى الطائرة .. ستتوجه إلى الكرسي المخصص لك وتضع حقيبتك في الكابينة المخصصة أعلاه

قبل الإقلاع هناك تعليمات السلامة وربط حزام الأمان .. ثم ستقلع الطائرة

الخدمة على الطائرة ووسائل الترفيه أثناء الرحلة: تختلف بشدة شركات الطيران في جودة الخدمة ، الطعام ، ووسائل الترفيه .. لكن بشكل عام سيقدم الجميع وجبة طعام وربما بعض الوجبات الخفيفة أو المشروبات .. وسائل الترفيه على الأقل ستكون مشاهدة بعض الأفلام أو الإستماع إلى الموسيقى

ملحوظة: فضلت عدم الحديث بالتفصيل عن مستوى الخدمة على الخطوط الإيطالية خصوصاً وقد سافرت بعدها على خطوط جوية مختلفة .. المقارنة لن تكون في أي حال في صالح أليتاليا .. لكن كل ما يمكنني قوله هنا إنها بالتأكيد لم تكن أفضل رحلاتي

الترانزيت : وصلت الطائرة مطار روما .. الإجراءات أيضاً مشابهة لمطار القاهرة .. من الطائرة إستقلينا حافلة (شاتل) إلى مبنى المطار .. إجراءات التفتيش تمت بسلاسة .. تضع شنطة الهاندباج واللابتوب والمواد المعدنية على السير وتمر من بوابة التفتيش الإلكترونية .. بعدها هناك القطار الداخلي الذي كان وسيلتنا للوصول لتيرمنال الإقلاع .. جلست في إنتظار الرحلة الثانية من روما إلى تورنتو .. هناك سألني ضابط إيطالي أيضاً عن تأشيرة دخول كندا .. بالنسبة لتجربة الإنتظار فهي لم تكن الأفضل أيضاً .. فأنا لم أتمكن من الوصول إلى واي فاي مجاني .. وفي طابور الإنتظار لركوب الطائرة كانت هناك تلك الموظفة من أليتاليا ومعها ميزان على عجل حيث كانت تختار بعض من الركاب لوزن الهاندباج خاصتهم مرة أخرى ومطالبة بعضهم بدفع الوزن الزائد !

في الطائرة من روما إلى تورنتو وقبل الهبوط .. قاموا بتوزيع بطاقات الإقرار الجمركي Declaration Card .. عليك تسجيل مامعك من نقود إذا كانت أكثر من 10,000 دولار والهدايا بقيمة أكبر من 60 دولار للواحدة والسجائر أكثر من 200 سجارة والخمور وبعض المأكولات المحددة والبذور ... إلخ

كنت في قمة سعادتي عند وصولي لمطار تورنتو بيرسون الدولي .. تابعت طريقي بإستخدام السير المتحرك لإستكمال إجراءات اللاندينج .. سألني الضابط عدة أسئلة سريعة وقام بتوجيهي إلى مكان المكتب المخصص للوافدين الجدد (النيوكمرز)

في مكتب القادمين الجدد كان هناك عدة مكاتب .. بطبيعة الحال كما في بلادنا وقفت بمسافة خلف واحد من المسافرين الواقف أمام أحد هذه المكاتب وهنا لفت أحدهم نظري بذوق إلى ذلك الخط الذي على الإنتظار خلفه حتى يأتي دوري .. رجعت ثانية إلى ذلك الخط وهنا كانت أول معرفتي بهذا الإختراع العبقري الذي يجعل الناس تنتظر في طابور واحد وحين تصل إلى الخط أول موظف متاح يقوم بخدمتك .. لا أعلم لما لا يوجد مثل هذا الإختراع في بلادنا بدلاً من الإختراع المصري في القفز من طابور لآخر كل خمسة دقائق أملاً في النجاح للوصول للموظف في أقل وقت (عن الفهلوة أتحدث) !

جاء دوري سريعاً وكان ضابط الهجرة الكندي كالعادة مهذباً وبشوشاً .. أعطيته أوراق اللاندنج الخاصة بي Confirmation of Permanent Residence وورقة بها عنوان صديق لي لإرسال كارت البي آر (بطاقة الإقامة أو permanent resident card) كما طلبت منه إستبدال صورتي بصورة جديدة مطابقة للمواصفات المطلوبة بدلاً من الصورة القديمة .. قام الضابط بإستبدال الصورة، أعطاني النسخة الخاصة بي من الـ Confirmation of Permanent Residence، أشار لي للطريق الذي سأسلكه وتمني لي يوماً سعيداً.

تابعت سيري داخل المكتب إلى أن قابلت موظف آخر .. قام بالترحيب بي في كندا وأعطاني حقيبة بها العديد من الكتيبات والأوراق تحوي معلومات مفيدة جداً للمهاجر الجديد عن الحياة في كندا وبها عناوين وأرقام خاصة بمراكز مساعدة المهاجرين شكرته ثم أكملت مسيري

وصلت إلى السير المتحرك حيث الحقائب الخاصة برحلتي .. يمكنك استخدام التروللي في مطار تورنتو نظير دفع 2 دولار .. الدفع بالعملة المعدنية أو بإستخدام الكريديت كارد (البطاقة الإئتمانية)

إستلمت حقيبتي وكانت الخطوة الأخيرة هي الجمارك .. كانت ضابطة الجمارك ودودة للغاية .. لم تقم بفتح أي من حقائبي .. فقط أعطيتها قائمة محتويات الحقائب وقائمة ما سيتبع .. كنت قد أحضرت قطعة ذهبية كهدية ولكني لم أقم بتصويرها، إعتذرت لي لأن عليها أن تقوم بحذفها من القائمة لعدم وجود صورة لها لكنها قالت لي إذا كانت هناك مشاكل جمركية بخصوصها في المستقبل فقط أخبر الضابط بحقيقة القصة والناس هنا تقدر الصدق .. قامت بختم الأوراق وأعطتني أيضاً ورقة بإجمالي المبلغ الذي أحضرته معي.

مازلت أذكر أيضاً حديث هذه السيدة معي حين عرفت إني صيدلي .. قالت لي أنت صيدلي وبإمكانك إفتتاح العديد من المصانع والسفر لكل دول العالم .. قلت لها نعم ولكن هذه أحلام كبيرة .. فقالت لي وهذه بلاد الأحلام الكبيرة .. بعد مرور ما يقرب من سنتين لي هنا مازلت أذكر عبارتها وأتفق معها تماماً .. نعم كندا بلاد الأحلام الكبيرة إذا كان لديك الجرأة أن تحلم.

هكذا انتهيت من إجراءات اللاندينج .. توجهت إلى صالة الوصول حيث كان بإنتظاري اثنان من الأصدقاء وأشكر الله من أجل محبتهم فقد كان لهما دور كبير في حياتي في هذه الفترة .. توجهنا إلى المصعد الذي يؤدي بنا إلى ساحة إنتظار السيارات بالمطار .. بينما نحن في المصعد حدث أيضاً إني إلتفت إلى صوت أحد الرجال المتواجدين بالمصعد وإذ به يحمد الله القدير بصوت قوي ومتحمس .. مازلت أذكر ما كان لهذه الكلمات علي من تأثير مشجع جداً إذ أحسست كما لو أنها علامة من السماء .. نعم إنه الله القدير الذي به نحيا ونتحرك ونوجد .. مستحق دائماً كلمات حمدنا وشكرنا وتسبيحنا.

إنطلقت السيارة بنا في الطريق إلى ماركام حيث يقيم صديقي .. وأنا أنظر الطبيعة الساحرة من حولي .. السماء الجميلة من فوقنا .. والأشجار الخضراء من نوع الـ evergreen.. كان قلبي يفيض بالسعادة الغامرة والأمل في غد أفضل.